Ads 468x60px

قـصة قـصيرة




صدر عنها كُتيب إلكترونى  لقراءة أفضل    إضغط هـنـا 

قـصة قـصيرة
"يا عزيزتى نحن قد زنينا !"

كلما نظرت إليكى ........ سألت نفسى هل حقا القمر ترك السماء
  أشتم منكى عطراً طيباً يفوح فى الفضاء
و أتسأل هى أنتى زهرة ؟
بدأ الأمر يتعقد فكلما بحثت عن إجابة لسؤالى
وجدت سؤالاً آخر يجول ببالى
 و بين السؤال الأول و الثانى
لم أرى جسداً مثل جسدك المثالى
و بدأت أضرب بيدى على رأسى
هل أنتى بشر أم ملاك ؟
 لم أعد أتحمل فقلبى بدأ أن يهواك !
 الذهب فى ذراعيكى يصدر صوتاً رنان
جذبتنى تلك الأصوات  و ألفتت إنتباهى
لم أعد أتحمل فأنا إنسان !
وبدأ سَحرِك يأسرنى 
فكل صباح أنتظرك لألقى نظرة عليكى
 هذا الشَعر كالحرير بل كالأمواج يغرقنى
أم تلك الرموش الأصطناعية تجعل منكى أجمل صَِبية
و تلك الشفاه المطلية تستوقفنى لأعيد النظر إليكى مرارا

} و فجأة بعد عدة أيام سمعت شىء بداخى يصرخ {
 قائلاً ألم تكتفى ؟
 فعينيك لم تعد ترى  شيئا غيرها .... هل تلك الفتاه العصية
جعلت شهوتك تقودك إلى الحرام
فقلت ماذا تعنى بهذا الكلام ؟
}سَكَت هذا الصوت الداخلى قليلا !{
 ثم  سألنى ماذا تعرف عن الزنا ؟
إرتجفت و بدأت أبلع ريقى  و خفت نبرة صوتى عند الأجابه
 و قلت هامساً الزنا هو :
وطء المرأة من غير عقد شرعي
 ، و هو من الكبائر بإتفاق العلماء ،

 تم قال : آتنى من القرآن بدليل
فأجبت :
قال تعالى: ( وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً) (الإسراء:32).
 ثم قال هل هذا ما تعرفه فقط عن الزنا ؟
فأجبت : بلا  فهناك أنواع مصغره من الزنا
قال : إذا أنت تعلم حديث الرسول صلى الله عليه و سلم
 
"كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنَ الزِّنَا مُدْرِكٌ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ وَالْأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الِاسْتِمَاعُ وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلَامُ وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ  فقلت : صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم
}سكت هذا الصوت مدة !{
و بدأت أكُلم نفسى بجنون  ماذا تريد منى؟ لماذا سألتنى؟
  أنا لم أزنى أبدا .!
و إستمريت فترة أكرر تلك الكلمات
}و فجأه{
قال : الأن تدافع عن نفسك عندما فهمت من كلامى أنى أتهمك بزنا.
قلت : أنا لم أزنى.! ...  من أنت؟  هل رأيتنى ؟
قال : مهلاً هل فهمت حديث الرسول؟
قلت : نعم فهمتُه و أعلم معناه .... ثم سكت و نزلت دموعى !
قال : الأن تأكتد أنك فهمت ! فدموعك هى الدليل 
     إذا يا صاحبى  عينيك قد زنت كثيراً بالنظر إلى تلك الفتاه  بدليل وصفك لها بالقمر!
   و لسانك قد زنا بتلك الكلمات الرقيقة التى تحدثت بها معها فهى بالنسبة لك أجنبية .
 و بالمثل رجلك  قد أثمت عندما إعتدت على إتباعها و السير ورائها
 و كذلك يدك فزناها اللمس فبأى حق تمسك يداها ؟
 ألم تقرأ قول الرسول : أنا لم أصافح النساء .
 ياليتك كُنت تصافح فقط !
 قاطعت كلامُه قائلا : نعم فعلت كل هذا و أنا الأن نادما عليه
 و لكن أنا لم أزنى
قال : إخرص  .....
و ظل صدى الكلمة يتكرر ... ثم إنتهى
و ثم إستكمل  قائلا : أليس معنى الحديث أن كل تلك الأشياء التى فعلتها تعتبر مقدمات و مدخل للزنا ؟
لم أستطع الرد !
ثم  قرأ تلك الآيه : قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ [الملك:23].
و علق عليها قائلاً :
 أن السمع والبصر من النعم التي إمتن الله تعالى بها على كل مسلم،
قلت : و نعمة بالله
ثم إستكمل قائلا : والعبد مسؤول عنها أمام الله تعالى يوم القيامة، كما قال الله سبحانه: وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء:36].
فمن استعملها في طاعة الله تعالى فقد أفلح ونجا، ومن استعملها في معصيته فقد خاب وخسر،
قلت : لا إله إلا إنت سبحانك إنى كُنت من الظالمين
أستغفرك و أتوب إليك يا أرحم الراحمين
إنهمرت دموعى بشدة و قلت له : و لكن اللوم ليس عليا فقط  ,
 فلم أكن أفعل هذا بدون رضاها !
قال: نعم
فالله سبحانه و تعالى أمر الجنسين بغض البصر
" قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم "
 ووللنساء " قل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن
" 
. فليس هناك زنا من طرف واحد و أنا أتكلم عن الزنا المعنوى و هو العين, ...إلخ حتى لا تغضب
  فهى مشترك معك فى هذا الأثم بنفس المقدار بل أكثر قليلاً لأنها بما ترتدية من ملابس تتنافى مع الأسلام
بالأضافه إلى القناع التى تختبأ خلفه( المكياج و عناصر التجميل الآخرى )  و العطر الذى يجذب الشباب  .فتلك عوامل إثارة .
فهى أيضا أعجبت بك و ظلت تبادلك النظرات و تتعاطف مع لمسات يداك و تهمس بكلمات لك كالنسمات
توقف ! توقف ! توقف
كيف عرفت كل تلك الأشياء ؟
 رد ضاحكاً : لأنى كنت معكم
و كنت أقول لك كفى أليس هذا حرام !
قلت : معنا ! من أنت ؟ من أنت؟
قال : ألم تعرفنى دار بين و بينك هذا الحوار الطويل و لم تستيقظ
فكرت قليلا , و تذكرت كلمة قالها فى و سط الحوار " يا صاحبى "
ثم قلت : نعم عرفتك الأن , أنت ضميرى
قال: نعم
, ضميرك الذى تريد أن تقتله , ضميرك الذى إعتدت على تجاهلة ,
 ضميرك الذى لم يجعلك تستمتع بفعل تلك الشبهات .
وو ضعت يدى على مقدمة رأسى
و قلت : حمداً لله  أنك لا زلت حياً , الحمد لله الذى أفقتنى من تلك الغفله التى تكاد تعصف بى فى ظُلمات نار جهنم
و ردتُ قائلا : الله أجرنى من النار , اللهم أجرنى من النار , اللهم أجرنى من النار
 ثم تابعت حديث معه قائلا : لماذا ناديتنى  بكلمة يا صاحبى ؟ و كيف أيضا عرفت تلك الآيات القرآنية و حديث
 الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
أجابنى بصوت يملئة الحزن و الشجن  قائلا : ناديتك بصاحبى لأنى أعيش بداخلك أنت , أنت من تمتلكنى ,
 أنت صاحب ضمير يذكرك دائما بتجنب ما نهى عنه الله سبحانه و تعالى,  لهذا بعد تلك الغيبوبه التى كادت
تعصف بى و من بعدى أنت   سمحت لى بهذا الحوار .
" أنت إنسان مازال فيك شىء منى  ".
ثم قلت و ماذا عن السؤال الثانى ؟
و كانت إجابته قاسيه جداااااااااا !
حيث قال :  أنا لم أعرف تلك الآيات و باقى ما قلت لك وحدى فأنت من علمتنى تلك المبادىء
أنت من كان دائم القراءة , أنت من كان يبحث عن قول الحق , أنت من أرحتنى بتلاوتك المستمرة لكتاب الله
علمتنى بمعرفتك..  طريق الحق من الباطل

ثم أكمل قائلاً : أنت من علمنى ثم نسى .  هكذا أنت أيها الأنسان تعرف الصواب من الخطأ ورغم هذا تفعل الخطأ . ثم تأتى لحظة الحسم إما أن ترجع عن هذا الطريق و تتوب  و تدعوا الله أن يتقبل منك
و إما أن تتمادى فى طريق الباطل ولم تكتفى بذلك بل تستمر فى إعطاء التبريرات لتُقنع الآخرين !

و إنقطع الحديث بيننا عندما رن هاتفى بينما المكان يملئة الظلام
و لم يبقى على آذن الفجر إلا بضع دقائق
فنظرت إلى هاتفى .... ووجدت أنها من تتصل
فرفعته إلى آذنى ببطىء و بدأت هى بالكلام
" بقالى عشرة دقائق برن و إنت و لا بترد "
فقطعت كلامها قائلا:
يا عزيزتى نحن زنينا !
فصرخت مرددة : زنينا ... إيه إللى بتقوله ده
ألو ألو ألو ...........
ولم أجُيب و أغلقت الهاتف !
........................................
    
هكذا كان حوارى مع ضميرى 
هل أنت تتحدث إلى ضميرك , هل تستمع إليه ,
الأهم : هل مازال حياً , أم قتلته
                                   " بطل القصة"


لـ وجدى محمود

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الحياة هى المواقف هى التعليقات هى الخطوات هى السلامات